• ×

ملينات الأمعاء.. لا تبالغ في استخدامها

0
0
1019
 
تعد الاضطرابات المعوية العابرة ومنها الإمساك، جزءا من الحياة، ولكن يمكنك التخفيف منها من خلال اتباع بعض الخطوات الأساسية. أما إذا أصبح الإمساك مزمنا، فلا تستمر في تناول الملينات، وعليك استشارة الطبيب.

وحسب ما ذكرته الدكتورة جاكلين وولف، اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي وأستاذة الطب المشارك بجامعة هارفارد بمركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي: «يتعين على الناس تناول المأكولات الغنية بالألياف، وشرب كمية كافية من السوائل، والحفاظ على النشاط البدني، ولكن إذا كنت تعاني من الإمساك، فعليك البدء بالخيار الأسهل والأكثر آمانا، مثل الملينات الكتلوية (الملينات التي تعمل على زيادة حجم الكتلة البرازية، وتلينها)، وإذا لم تقد تلك الملينات إلى نتيجة فعالة، فعليك طلب المساعدة. وتقول الدكتورة وولف: «عليك مراجعة الطبيب، ومناقشة المشكلة معه إذا كنت تحتاج دوما إلى استعمال ملينات»، وتضيف: «لا يتعين تناول الملينات بشكل يومي».

* ملينات متنوعة

*الخيار الأول: الملينات الكتلوية Bulk - forming laxatives. الملينات الكتلوية تجلب المياه إلى البراز لتلينه، وبالتالي فإنه يخرج بشكل أكثر سهولة وليونة. ولكن لا تتوقع نتيجة فورية؛ فهذا الأمر قد يستغرق ما بين نصف يوم إلى عدة أيام من أجل الحصول على نتيجة مرضية، وليس هناك ضرر في استعمال تلك الملينات بشكل يومي. وتتضمن تلك الملينات الكثير من المكونات، وقد تضطر إلى استعمال أكثر من نوع حتى تتوصل إلى المنتج الذي يساعد في العلاج مع أقل آثار جانبية ممكنة، مثل الغازات وانتفاخ البطن، وقد يجرى تسويق هذه المنتجات كملينات أو كمكملات للألياف.

*ملينات البراز: تعمل ملينات البراز Stool softeners للتغلب على انحشار البراز، وهي تزيد مستوى الرطوبة في البراز، وبالتالي يكون أكثر ليونة، ويخرج بشكل أسهل. ويساعد الزيت المعدني البراز على الانزلاق إذا كان عالقا أسفل الأمعاء، أو إذا كنت تعاني من تمزق داخلي، أو إذا كنت تعاني من ألم من البواسير أثناء عملية البراز.

ولا تتناول إحدى الزيوت المعدنية تزامناً مع ملينات البراز؛ بل عليك أن تتناول ملعقة دواء واحدة منه عند وجبة الإفطار أو الغداء، ولا تستمر في تناولها لأكثر من بضعة أيام، لأن الزيت المعدني يؤثر على امتصاص بعض الفيتامينات. أما في حال استنشاق الزيت المعدني، فمن الممكن أن يتسبب ذلك في حدوث التهاب رئوي. ومن الممكن استعمال فوطة واقية على الملابس الداخلية لامتصاص أي تسرب.

* خيارات أخرى

وإذا لم تؤد تلك الطرق التقليدية إلى نتائج فعالة، توصي الدكتورة وولف، بتناول دواء ملين من النوع الأزموزي مثل ميرا لاكس (MiraLax) أو دواء مماثل جنيس؛ فمثل هذه الأنواع تسمح بالاحتفاظ بكمية من الماء في البراز لتليينه، وتنشيط من حركة الأمعاء.

والأعراض الجانبية الأكثر شيوعا في هذه الحالة هي: ظهور غازات، وانتفاخ، والشعور بالغثيان. وهناك وسيلة أخرى يمكن أن يأتي بنتيجة مع البعض، وذلك من خلال تناول حلوى دايت، التي تحتوي على مادة السوربيتول وهي مادة محلّية، ويصاحب هذا الأمر حالة خفيفة من الإسهال المعتدل، ولكن قد تعاني من الانتفاخ والغازات، جنبا إلى جنب تأثير الملين.

ومن الممكن أيضا تناول ملين يحتوى على الماغنيسيوم، مثل حليب المغنيسيا milk of magnesia أو سترات الماغنيسيوم magnesium citrate، وتندرج تلك المواد تحت فئة أكبر من الملينات التي تسمي الملينات الأزموزية الملحية / المسهلات التناضحية المالحة (saline osmotics)، والتي تساعد على سحب المياه نحو الأمعاء، مما يساعد على حركة الأمعاء. وتشمل المكونات الناشطة الماغنيسيوم والكبريتات، والسترات، والفوسفات، ولكن لا تتناول أكثر من الكمية الموصى بها من تلك الملينات، ولا تتناولها لفترة طويلة لأنها قد تؤدي إلى حدوث اختلال في توازنك الكيميائي، خصوصا لدى المرضى الذين يعانون من أمراض في الكلى أو من قصور القلب؛ ففي هذه الحالة قد تصبح تلك الملينات الأزموزية خطيرة.

* الملينات المحفّزة

تسبب الملينات المحفّزة، مثل بيساكوديل (Bisacodyl) وكاسكارا (cascara) في حدوث تقلصات في الأمعاء وهي تدفع البراز. وحسب ما ذكرته د. وولف: «حين تكون حركة الأمعاء بطيئة، يحتاج البعض إلى ملينات محفّزة». وهي توصي بأن يتم اللجوء أولا إلى الملينات المحفزة مثل السنا / سَنامَكِّي (الأوراق الجافة لنبات السنا)، ولكن إذا كنت تتناول الملينات المحفزة في كثير من الأحيان، فقد تعتاد عليها وتصبح حركة الأمعاء مرتبطة بها - ربما لأن الأمعاء لم تعمل بشكل طبيعي.

وأخيرا، إذا وجدت نفسك تتناول الملينات واحدة تلو الأخرى لفترات طويلة، عليك مراجعة الطبيب لتقييم حالتك. وقد تؤدي بعض الفحوصات الإضافية إلى علاج أفضل وتجنب احتمال أي اضطرابات خطيرة محتملة. وتقول د. وولف: «إذا كانت المشكلة تقتصر على الإمساك، يمكن أن يصف لك الطبيب أدوية أخرى قد تفيدك أكثر من تلك الملينات التي تتناولها دون وصفة طبية».

هارفارد، الشرق الأوسط