• ×
admin

بخر الفم... مشكلة صحية مزعجة

بخر الفم... مشكلة صحية مزعجة
%90 من الحالات مصدرها الفم والـ %10 أجهزة الجسم الأخرى

إعداد: د. عبدالعزيز بن محمد العثمان

تُعدُّ رائحةُ الفم الكريهة Bad breath (نَتَن النَفَس، أو البَخر الفموي halitosis) من المشاكل الشائعة التي يمكن أن يعاني منها أي شخصٍ مهما كان عمره. وتصيب حوالي 50% إلى 60% من الأشخاص ، وتعد السبب الثالث لزيارة طبيب الأسنان (بعد تسوس الأسنان ومشاكل اللثة).

أغلب الناس تنبعث من أفواهم رائحة غير محببة عند الاستيقاظ من النوم (نفَس الصباح) بسبب جفاف الفم أثناء التنفس الفموي أثناء النوم ربما لوجود ضيق في مجرى الأنف أو الجيوب الأنفية وهذا يرتبط بالشخير غالباً ، وهذا أمر يحدث للكثيرين ويمكن علاجه، وأيضاً عندما يكون البخر مؤقتًا بسبب الصوم أو التوقف عن تناول الغذاء لعدة ساعات أو تناول أنواع معينة من المأكولات وسرعان ما يزول بعد تناول الطعام وتفريش الأسنان واستخدام الخيط السني والمضمضة بغسول خاص بالفم، وهذا أيضاً لا يعد ضمن داء بخر الفم المرضي.

أسباب البخر الفموي

في 90% من الحالات يكون مصدر المشكلة في الفم، والـ 10% المتبقية يكون بسبب مشاكل في أجهزة الجسم الأخرى، وبالرغم من أن مسببات الرائحة الكريهة للنفس غير مفهومة تماما فإن معظم المسببات هي البروتينات المحتجزة في الفم والتي تقوم البكتيريا بالتغذية عليها لتنتج غاز الكبريت وهو المسبب للرائحة الكريهة والذي قد يسبب الإصابة بالتهاب اللثة مما يجعل المشكلة أكثر سوءًا . البيئة المناسبة لنمو تلك البكتيريا المسببة للتعفن هي البيئة غير الهوائية فوجود طبقة من السكريات أو البروتينات أو المخاط في تجاويف الفم يمنع وصول الهواء لتلك المنطقة مما يجعلها بيئة مناسبة لنمو تلك البكتيريا بسرعة ولهذا تسمى البكتيريا غير الهوائية التي تنتج بعض المركبات ذات الرائحة الكريهة مثل: إندول (indole) – السكاتول (skatole) - عديد الأمين (polyamines)، وبعضها يعطي رائحة تشبه رائحة البيض الفاسد مثل: الهيدروجين المكبرت (hydrogen sulfide) - ميثيل مرْكابْتان (methyl mercaptan) - كبريتيد ثنائي الميثيل (dimethyl sulfide). والبيئة المناسبة لنمو تلك البكتيريا هي تجاويف الأسنان ومابينها والجزء الخلفي من اللسان الذي يعد أكثر المناطق تسببًا للبخر الفموي، وأيضاً المناطق تحت اللثة، واللوز الجرابية، والتهاب الجيب الفكي، والخُراجات، وأخطاء بعض أطباء الأسنان في علاج الأسنان ، وأطقم الأسنان غير النظيفة، وقد تسبب دواعم الأسنان بعض المشكلات اذا لم يركز الشخص على تنظيفها بشكل مستمر حسب توجيهات طبيب الأسنان .

تشكل أمراض والتهابات اللوز أحد أسباب النفس الكريه، ولكنها لا تشكل أكثر من 3-5% من الحالات.

يعتقد البعض أن أكثر سبب البخر الفموي ناتج عن مشكلة في المعدة ولكن أغلب الباحثين يعتبرون المعدة مصدرًا غير مألوف للنفس الكريه ولا يمكن انتقال رائحة المواد في المعدة الا في حالات التجشؤ والارتجاع المريئي (reflux) وهي مشكلة خطيرة أخطر بكثير من مجرد الرائحة الكريهة وتحتاج تدخلاً طبيا عاجلاً.

بعض الأمراض قد تسبب بخر الفم وإن كانت تأثيرها غير كبير مثل فشل الكبد وعدوى الجهاز التنفسي السفلي وعدوى الكلى والفشل الكلوي والسرطان، ومرض يسمى متلازمة رائحة السمك، ومرض السكري ووجود خلل في عمليات الأيض. وأؤكد أن السبب الرئيسي لبخر الفم يعود لنظافة الفم لكيلا يشكك أحد بوجود هذه الأمراض لديه بمجرد وجود رائحة الفم غير المحببة .

بعض الأدوية (مثل مضادات الهيستامين، بعض مضادات الاكتئاب، ومدرات البول وبعض العلاجات الإشعاعية)، قد تساهم في المشكلة لكونها تؤدي إلى جفاف الفم لفترة طويلة .

الكل يعرف تأثير التدخين الذي يسبب التهاب الغشاء المخاطي في الفم، ويمكن أن يحدث تقرحًا وضمورًا في الحلميات الموجودة على اللسان، إضافة إلى أنه يسبب رائحة مميزة مزعجة يشعر بها كل من يقترب من المدخن.

وأيضاً تناول بعض الأغذية المنتجة للروائح الكريهة مثل الثوم والبصل واللحم والسمك والجبن وشرب الكحول.

الرائحة التي تنبعث من فتحتي الأنف لها رائحة تختلف عن الرائحة التي تنبعث من الفم ومسبباتها مختلفة عن البخر الفموي، وقد تكون بسبب عدوى أو التهاب في الجيوب الهوائية أو بسبب وجود أجسام غريبة في مجرى التنفس.

كيف يتم التشخيص؟

يصعب على الشخص معرفة ما إذا كانت رائحة نفسه كريهة، لكن أبسط وأنجح وسيلة للتأكد من وجود المشكلة من عدمه وإن كانت محرجة بعض الشيء ولكن عملها وعلاج المشكلة أو التأكد من عدم وجودها أكبر فائدة من الحرج الذي قد تسببه تلك الطريقة ، وهي سؤال أحد أقاربه أو أصدقائه ممن يثق فيهم بعد أن يشم فم الشخص. كما يمكن إجراء اختبار بسيط للتحري عن انبعاث رائحة كريهة من الفم، وذلك بلَعق باطن المعصم بالجزء الخلفي من اللسان أو استخدام ملعقة بلاستيكية لحك الجزء الخلفي من اللسان والانتظار لبضع ثوان حتى يجف اللعاب، فإذا كانت رائحة المعصم أو الملعقة البلاستيكية كريهة فغالبا ما يشير ذلك إلى سوء رائحة النفس أيضا.

عندما يتأكد الشخص من وجود بخر الفم فيجب عليه زيارة طبيب الأسنان من أجل التشخيص الدقيق حيث يوجد جهاز لقياس سوء النفس (Halimeter) وهو جهاز محمول يستخدم لاختبار مستويات انبعاث الكبريت في هواء الفم، وفي بعض الحالات يمكن استخدام جهاز (الكروماتوغرافيا) الغازي، الذي يعطي نتائج دقيقة في قياس أي جزيئات من مركبات الكبريت المتطايرة في عينة من هواء التنفس، كما أن اختبار (بنزويل أرجنين نفثالاميد) (BANA test)، والذي يقيس مستويات أحد الأنزيمات في الفم (بيتا- جلكتوسايديز) والذي يشير لوجود بعض من أنواع البكتيريا ذات العلاقة بسوء الرائحة .

علاج داء البخر الفموي والوقاية منه:-

لعلاج المشكلة لابد من معالجة مسبباتها وهي اباختصار:-

علاج أمراض الفم المسببة إن وجدت، كالتهاب الجيوب الأنفية أو اللوزات أو المشاكل السنية .

المحافظة على نظافة الفم والأسنان، من خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة المناسبة، إضافة لاستخدام الخيط الطبي لتنظيف الفراغات الموجودة بين الاسنان بشكل منتظم، كذلك يجب تنظيف أطقم الأسنان بعناية ونقعها طوال الليل في محلول مضاد للبكتيريا. ويؤكد أطباء الأسنان واختصاصيو صحة الأسنان أن كثيراً من الناس لا يتقنون تفريش الأسنان بشكل صحيح، سواء من ناحية استخدام الطريقة الصحيحة أو عدد تكرار عملية التفريش في المرة الواحدة أو عددها في اليوم ، ويلاحظ أن عددا بسيطا من الناس يستخدمون الخيط السني بالرغم من أهميته في تنظيف المواد العالقة بين الأسنان التي تؤدي إلى مشاكل الأسنان واللثة وبالطبع رائحة الفم الكريهة.

تنظيف سطح اللسان بلطف بفرشاة مخصصة للسان مرتين في اليوم، أو استخدام محكة اللسان لإزالة التجمعات البكتيرية والمواد المخاطية وهذه المحكة موجودة في أغلب الصيدليات، كما يمكن استخدام ملعقة شاي مقلوبة بفعالية مع التركيز على الجزء الداخلي من اللسان.

تقليل الكبريت في الفم من خلال استخدام معجون الأسنان المناسب أو مستحضرات غسول الفم التي تحتوي على عناصر الزنك أو ثاني أكسيد الكلور المثبت بشكل منتظم.

تجنب تناول الحلويات بالذات في المساء، فالحلويات والشوكولاتة تعمل غطاء للأسنان واللثة وتجاويف حلمات اللسات مما يوفر بيئة غير هوائية لنمو البكتيريا وبالتالي تنتج المواد المنتجة للرائحة الكريهة.

تجنّب التدخين وشرب الكحول التي تسبب جفاف الفم .

شرب الماء باستمرار ولو على شكل رشفات لمنع جفاف الفم، واستخدام وسائل زيادة إنتاج اللعاب في الفم، مثل العلكة الخالية من السكر، خاصةً عندما يكون سبب البخر هو قلة تدفق اللعاب.

تناول إفطار صحي غني بالألياف حيث إنها تساعد على تنظيف الجزء الخلفي من اللسان بطريقة جيدة.

تناول الفواكه الغنية بالألياف كاملة، مثل التفاح والكمثرى ومن الخضار الجزر والخضراوات الورقية حيث تساعد في تنظيف الجزء الخلفي من اللسن بطريقة ميكانيكية .

استخدام المكملات الغذائية للعلاج والوقاية من أمراض جيوب اللثة، بما في ذلك فيتامين (ج) فيتامين (هـ) E، والسيلينيوم، الزنك، ومساعد الإنزيم Q10، وحمض الفوليك.

مضغ أوراق النعناع المرامية وحبوب الهيل بين فترة وأخرى، ومضغ بذور الشمر وأعواد القرفة ولبان المستكاء أو البقدونس الطازج والزعتر.

استخدام سوائل الغرغرة وغسول الفم المناسب الذي يحتوي على مضادات للبكتيريا والذي يحتوي على مادتي الزنك وكلوروهيكسيدين، مع ملاحظة أنه قد يحتوي على الكحول وهو مادة مجففة مما قد يؤدي إلى مفاقمة المشكلة بدل علاجها، وهناك مزيلات الرائحة كالمؤكسدات التي تزيل رائحة الفم الكريهة في وقت قصير وتكون على هيئة بخاخات أو رقائق صغيرة توضع فوق اللسان أو أقراص معطرة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  741