• ×
admin

السيدة الرئيسة

السيدة الرئيسة

عبير الفوزان

عندما سألتني ريما ابنة الأربعة عشر عاما: «عمتي، من ودك يفوز هيلاري أم ترامب؟» علمت أن الانتخابات الأمريكية قد دخلت كل بيت، وأصبح سجال دونالد ترامب وهيلاري كلينتون حديثا متداولا بين المراهقات.
يقال والعهدة على الراوي إن هيلاري كانت أكثر ذكاء من زوجها بيل كلينتون عندما تزاملا في الدراسة، وإن هيلاري كانت أدق في نقل المحاضرات التي يستعيرها منها بيل ليكمل ما فاته، وإن هيلاري كانت مخلصة لزميلها فلا تدعه تفوته شاردة أو واردة، بل كانت حريصة أن تزوده بكل حرف فاته، ثم أحبها وتزوجها.
اليوم لا تعقد المقارنات بينها وبين زوجها، بل بينها وبين من ملأ الدنيا وشغل الناس.. ترامب رجل الأعمال المثير للجدل، الذي لو لم يكن منافسا لها لما سألتني (ريما).. ولما انشغلت هي وصويحباتها برئيس أمريكا القادم.
كثيرون من باب الإثارة، ومن باب الغريق الذي يتعلق بقشة، ومن أبواب كثيرة يودون غربلة الكراسي في أمريكا ويحكم ترامب لعل وعسى يتغير هذا الجور العالمي، ولكن أن يحكم ترامب شيء، وأن تحكم العالم امرأة شيء آخر، إنه شيء يثير شهية كثير من النساء. فماذا لو حكمت العالم هذه السيدة التي وعدت الشعب الأمريكي بأن تزيح الستار عن أسرار القادمين من الفضاء ؟!
لو فازت هيلاري سيجد التاريخ ما يكتبه فهي أول امرأة تدخل البيت الأبيض كسيدة رئيسة، وليست كسيدة أولى.. حيث يتبدل الحال من التابع إلى المتبوع. بلا شك أن الأيام حبلى بالمفاجآت في حال فوز الحزب الديمقراطي، أو فوز الجمهوري، لكن خطاب هيلاري الأخير الذي استمر 45 دقيقة حصد إعجاب حتى منافسيها فهي امرأة لا تثير حنقها تغريدة، كما هو الحال مع ترامب، وهي صادقة في ذلك فهيلاري لم تثر حنقها خيانة زوجية، فما بالنا بتغريدة. هيلاري كلينتون سيدة شجاعة ذات إصرار يجعلها تصل إلى عنان المستحيل، تعشق القوة والشعور بها، لذا عندما جاء في خطابها: «لا يجب علينا أن نخاف. الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف نفسه»، كانت صادقة في ذلك، حيث تعني كل كلمة قالتها.. فهي لا تخاف، ولا تبني جدرانا.. إنها عازمة بكل ما أوتيت من ذكاء ودهاء وحتى حذلقة أن تكون السيدة الرئيسة، فالسيدة الأولى لم تعد تجدي معها.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  3810