• ×
admin

الـــرَّبيــع

الـــرَّبيــع


شعر: الواجم

جــاءَ الربيع بغـــصــنِ الـــوردِ حيّـانا
يُـبــدي مُحــياهُ ما أخــفى مُحـيانا
مِـتـنـا شتاءً وقـيـضاً قـبل مَــقـدِمـهِ
أمــاتــنــــا الله ثُــم الله أحْـــيــــــانا
بــــلا لِـسانٍ تـحـدّث حين حــدّثــنــا
بِأَبْلغ الـــقــول إعْــجَــازاً وتِـبْـيـَانا
بـــلا عــيـونٍ تـشـاهِــدُنا يُـشَاهِــدُنا
لا ليس أعمى ولسنا نحن عميانا
لـو كـان رجلاً لصـافَـحَـنَا وقـبـلـنـا
بـالـيـــد والخـــدِّ أحياناً وأحـــيـــانا
لا ضَيْــرَ والله إنّ شــبـهـتهُ رجــلاً
فغـيـرُهُ مــنْ فُـصُول العامِ صِبيَـانا
صيـفٌ خـريــفٌ شـتاءٌ كُلما ذُكرُوا
يَـطـغَى الرَّبـيعُ عـليــهم أيُ طُغـيـانا
نَدِينُ بِالفضل في وصف الجَمَالِ لهُ
فَــكـَانَ بِـالفضــلِ كُلُ الفَضلِ دَيـَّانا
ياروضةً مِنْ جِـنـَانِ الخُـلدِ مُرسَـلَةً
مُــمَـثِلاً جَــنّة الأُخّــرَى بِـدُنـِـيـانا
لِتلْبَـسِ الأرضُ ثوباً أخضراً نَضِراً
مِنْ أَخمصِ البانِ حتى نَابِ ربيانا
الأرضُ كَالـجسمِ دُونَ الـقَـلبِ ميّتَةٌ
وأنتَ لِلأَرضِ قَــلْبـاً بَلْ وشُــريَانا
تَبكِي السَّماءُ سُرُوراً مِنْ مَحَاجِرِهَا
وفَجّرتَ من عُـيُونِ الأرضِ وِدّيَانا
وتَعْــِزفُ الطّـيـرُ الحَـانَا حَنَاجِرِهَا
تَـنعَى وتَــمـْدحُ مَـنّـئـَانا ولُــقْــيـانا
الرِّيـح روحٌ كــرَيْـحَـان روائِـحُها
تَحْـكي حِكَايَــات حـاتم وابنَ حَـيانا
إيَـاك نَعْنِي إذا يُعـنَى الكِــرَامُ بِـها
وأنتَ تــعـني بِــبَــذّلِ الجُّــودِ إيـّـانا
ألا تـَرَانا وقــدّ جَـفـْتْ عَـزَائـِمــُنَا
البَـــرّدُ أنْــهَـــكَنَا والحَـــرُّ أعْــيَــانا
لَو كــانَ سِـيْان إضْرَارٌ ومــَنْـفِعَة
لَكَانــــتِ النَّــارُ والفِــرْدَوسُ سِــيْـانا
أو كُنتَ تَسْلُو غِـيَاباً عن طَلَائِـعَنا
فعَـنــكَ لَيــسَ لَنَــا ياصَــاحِ سُــلْوَانا
يَشِيْخُ دُونَــكَ كُـلُ النَّــاسِ مُعّجِزَة
ما أن تَعُــودَ يَــعُــودُ النَّاس فِــــتْـيَانا
يُقـلِـدُون جَـمَـالَكَ في حَـدَائـِقِــهـم
الفَــرعُ فَــرعٌ ويَبقَى الأَصْلُ عُـنْوَانا
ما العُمرُ إلا فُــصُولاً في مَـرَاحِـلِهِ
فِـيــها الشَّـبَـاب ربِـيــع العُـمر رَيَانا
أمَّا المَـشِـيـب خَـرِيـفٌ لا أمَانَ لَهُ
مِنْ بَعْـدِهِ لَـيتَ شِـعْـرِي أيـنَ مـثْـوَانا
لا يَفْتأ الـمَرْء يَقْــضِي كُلَّ مَـرْحَلَة
حَتّى يُوَارَى الثَّرَى في القَبْرِ عُـرِيَانا
إِنِي لأَعْـجَبُ مِنْ نَفْـسٍ إذَا بَطِرَتْ
يَــزِيدُهَا المَالُ طُـغْـيـَاناً وعِـصْـيـَانا
لَنْ يَفْـتـَدِيـهَا مِنْ الـِنـيْـرَانِ مَعْذِرَةٌ
أو مَالُ قَـارُون أو مُـلْكُ ابن سُفـْيـَانا
فَــنَسـأَل الله قَـبـْلَ المـَوتِ طَاعَتَهُ
وحَـوضُ احمَد يَـومُ الحَـشـرِ سُـقْيَانا

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  2246