• ×
admin

لغة الألوان في علم الفلك

لغة الألوان في علم الفلك

أحمد عبد القادر المهندس

تتميز اللغة العربية بدقة مسمياتها للأشياء، أما دقة مسميات الألوان في اللغة العربية فهي تعم جميع ما يوجد في الكون من إنسان وحيوان ونبات وجماد. ولا يخفى ما للألوان من أهمية بالغة في علوم الفلك والفضاء، ولا سيما ما يتعلق بالمسائل الخاصة بالضوء وأثره في رؤية الألوان.

ومن المعروف أن هناك صلة وثيقة بين الألوان والحرارة. فألوان النجوم تعتمد على درجة حرارتها وشدة توهجها.

والأمثلة التالية توضح علاقة المسميات الفلكية بالألوان:

الكلف الشمسي: وهو مأخوذ من لون الكلف والكلفة، وهو لون بين السواد والحمرة.

واختلف تعريف الكلف حسب لغة القبائل العربية فقالوا: إن الكلف شيء يعلو الوجه مثل السمسم في لونه وحجمه، وقالوا أيضاً:

الكلف: سواد يكون في الوجه.

والكلف: لون يعلو الوجه فيغير بشرته.

والكلف: حمرة كدرة تعلو الوجه.

ومنه قالوا بعير أكلف وناقة كلفاء.

أما الأصمعي فكان أكثر دقة حيث حدد دلالة الكلف في البعير فقال:

إذا كان البعير شديد الحمرة، يخلط حمرته سواد ليس بخالص فتلك الكلفة.

والزهرة في الأصل هي البياض والحسن والإنارة والإشراق، ومنه قولنا رجل أزهر أي الرجل الأبيض، العتيق البياض النير الحسن، وهو أحسن كأن له بريقاً ونوراً يزهران كما يزهر النجم والسراج.

وفي علم الفلك الزُهرة هي الكوكب المعروف وقد سمي بذلك لبياضه، والزهرة ثلاث ليال من أول الشهر.

أما الجونة أو الجون في اللغة فيطلق على الأبيض والأسود والأحمر، وذلك لاختلاف لغة القبائل. ولذلك قالوا عن الشمس (جونة) وذلك لبياضها وصفائها أو لاسودادها إذا غابت عن الأفق.

أما الشهب والشهبة فهي لون البياض يصدعه سواد، وقليل من البياض الذي غلب على السواد.

والشهاب عبارة عن شعلة نار ساطعة والجمع شهب. وقد انتقلت التسمية إلى علم الفلك فقالوا: شهاب وهو عبارة عن جسم دقيق مشتعل (METEOR)

قال تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) سورة الصافات، الآية 10.

واللون في الفضاء البعيد عالم من الظلمة الممتزجة بالضياء وهو يدل على قدرة الخالق العظيم في إضفاء تلك الالوان المجهولة التي لا يستطيع الإنسان أن يعرفها او يميزها إلا بالمزيد من التفكير في اتساع وعظمة هذا الكون الذي أبدعه الخالق العظيم.

وكل عام وانتم بخير

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  13489