• ×

المشي أثناء النوم

المشي أثناء النوم
0
0
694
 يقوم البعض من الناس بأنشطة أثناء نومهم كالكلام وفتح العينين وأداء بعض الأعمال الحركية كالمشي وقيادة السيارة مثلا، إلا أنهم لا يتذكرون شيئا منها بعد استيقاظهم. والمشي أثناء النوم هو أحد اضطرابات النوم الشائعة نسبيا، ولا يدرك الشخص أنه مصاب به إلا من ملاحظات أفراد أسرته، أو بعد تعرضه لإصابات وجروح وخدوش في جسمه من جراء اصطدامه بأجسام صلبة أثناء مشيه نائما. ويعاني من هذه الحالة نحو 18 في المائة من سكان العالم، الأطفال أكثر من الكبار، والذكور أكثر من النساء. وللعامل الوراثي دور في هذه الحالة. يحدث المشي أثناء النوم عادة في الثلث الأول من الليل، حيث يبدأ خلال مراحل النوم العميقة، ويكون الدماغ أثناء هذه العملية نصف نائم ونصف واع.

ومن الأخطاء في هذه الحالة لجوء البعض ممن يعانون منها إلى تفادي النوم خوفا من حدوث نوبة المشي، فتتفاقم الحالة وتتحول إلى أرق مزمن يطول علاجه. بل إن الحرمان من النوم في حد ذاته يعد محفزا لحدوث المشي أثناء النوم عند الأشخاص المهيئين لهذا النوع من اضطرابات النوم. وقد وجد العلماء في هذه الظاهرة أداة ثمينة يمكن استخدامها لتَشخيص حالات المشي أثناء النوم، خاصة أن تشخيص مثل هذه الحالات في مختبر النوم يعد صعبا لأنها تحدث نادرا وبصورة آنية. الدراسات في هذا المجال كثيرة، منها ما نشر في دورية الجهاز العصبي، حيث قام فريق كندي من جامعة مونتريال بدراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص تتكون من 40 مريضا، سُمح لهم بالنوم الطبيعي ليلة واحدة في مختبر النوم بغرض أن يجري تسجيل السلوك المثالي لهم. وفي اليوم التالي تمت مراقبتهم لمدة 25 ساعة لضمان أن يظلوا مستيقظين كنوع من حرمان النوم، وبعدها سمح لهم بالنوم.

أثناء الليلة الأولى (النوم الطبيعي)، سجل الباحثون في الدراسة 32 نوبة سلوك مشي أثناء النوم صدرت من 20 شخصا. وبعد الحرمان من النوم، سجلت 92 نوبة صادرة من 36 شخصا، وُجد أن 15 منهم قد جرحوا أنفسهم أثناء النوبة. ووجد أيضا أن حرمان النوم قد زاد عدد الذين يمشون أثناء النوم من 5 أشخاص في الليلة الأولى إلى 14 أثناء النوم المتحسن، من الذين تعرضوا على الأقل لنوبة معقّدة واحدة - مثل الجلوس أو الخروج من الفراش.

استخلصت الدراسة أن حرمان النوم لا يُؤدي إلى المشي أثناء النوم في الأشخاص العاديين والذين ليس لديهم تاريخ مشي نومي، لكنه بالفعل له علاقة بسلوك الذين لديهم استعداد للمشي النومي.

وفي أغلب الحالات يعد هذا الاضطراب حميدا ويكفي لعلاجه اتباع الإجراءات الوقائية التالية:

* الحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة قبل النوم، لأن التعب والإرهاق يزيدان من احتمال حدوث الحالة.

* البعد عن مواطن الانفعال قبل النوم، لأن القلق والتوتر إضافة إلى العصبية هي المهيجات للحالة.

* إبعاد الأشياء الخطرة والحادة من غرفة النوم.

* عدم ترك مفاتيح السيارة في متناول المريض.

* وضع شبك حديدي على النوافذ لتجنب خطر القفز أثناء النوم.

* إقفال الباب الرئيس للمنزل.

الشرق الأوسط