• ×

ذوبان الجليد يهدد بإطلاق جراثيم قاتلة

ذوبان الجليد يهدد بإطلاق جراثيم قاتلة
0
0
1046
 ماذا سيحدث لو تعرضنا فجأة لبكتيريا وفيروسات قاتلة مختبئة في الجليد منذ آلاف السنين، أو فيروسات لم تصادفنا من قبل؟

هذا ما طرحه باحثون فرنسيون في سياق تحذيرهم من الآثار المحتملة للتغيرات المناخية التي ستؤدي إلى ذوبان الجليد المتجمد منذ آلاف السنين، ويحوي فيروسات وبكتيريا قديمة ستستيقظ من سباتها وتعود إلى الحياة من جديد، بحسب تقرير نشرته شبكة "بي.بي.سي" البريطانية أول أمس الخميس.

ففي أغسطس/آب 2016، وقع حدث غريب في شبه جزيرة يامال الواقعة على بعد 2500 كلم شمال شرق موسكو في الدائرة القطبية الشمالية، حيث توفي صبي (12 عاما) ودخل 23 شخصا إلى المستشفى بعد إصابتهم بالجمرة الخبيثة.

ويكشف ظهور مرض الجمرة الخبيثة بعد 75 عاما على تسجيل آخر إصابة بهذا المرض في المنطقة، حجم التهديد الذي يشكله ذوبان التربة الصقيعية، وهي أراض جليدية تضم جراثيم بعضها متجمد منذ آلاف السنين، وسط تساؤلات عن إمكانية عودة ظهور أمراض خطيرة كالجدري بفعل التغير المناخي.

وبحسب العلماء، يعود ظهور هذه الحالات -على الأرجح- إلى ذوبان الجليد عن جيفة غزال نفقت بسبب إصابتها بالجمرة الخبيثة قبل عقود عدة.

فبعد انتقال هذه البكتيريا إلى المياه والتربة القريبة منها، انتقلت الإصابة إلى قطعان من الغزلان المنتشرة في المنطقة.

وفي فبراير/شباط 2017، أعلن علماء وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) أنهم وجدوا 14 نوعا مختلفا من الجراثيم والكائنات الدقيقة والفيروسات التي لم تكن معروفة سابقا في مجال العلوم.

كما وجدوا أن هذه الكائنات عاشت في بيئة معزولة لأكثر من 60 ألف سنة، وقد عثروا على هذه الكائنات في بلورات من الكريستال في كهف بالمكسيك.

ويقول الباحثون إن التربة المجمدة هي المكان المثالي لبقاء البكتيريا على قيد الحياة لفترات طويلة جدا، ربما تدوم لمليون سنة.

ويؤكد عالم البيولوجيا التطورية في جامعة إكس مارسيليا في فرنسا جان ميشال كلافيري أن الجليد يشكل بيئة مناسبة جدا لحفظ الميكروبات والفيروسات.

وأضاف أن الفيروسات المسببة للأمراض التي يمكن أن تصيب البشر أو الحيوانات تبقى في الطبقات الصخرية القديمة، بما في ذلك بعض الأمراض التي تسببت فى أوبئة عالمية في الماضي.

وأشار كلافيري إلى أنه في أوائل القرن العشرين وحده، توفي أكثر من مليون رأس بسبب الجمرة الخبيثة، ولم يكن سهلا حفر مدافن عميقة، لذلك تم دفن معظم هذه الحيوانات قرب السطح، ويبلغ عددها قرابة سبعة آلاف مدفن شمالي روسيا، لذلك فالخطر الكبير يكمن تحت التربة المجمدة.

الأناضول