• ×
admin

المبيدات الحشرية.. خطورتها وضررها على الإنسان والحيوان

المبيدات الحشرية.. خطورتها وضررها على الإنسان والحيوان
أجهزة متقدمة وعالية الحساسية يمكنها اكتشافها

إعداد: د. محمد عبدالله الطفيل

المبيدات متعددة الأنواع، وخطورتها وضررها على الإنسان والحيوان والتربة والمياه والبيئة عموماً مشهورة ومعروفة، وإننا في هذه الصفحة من العيادة الطبية نقول: إن المبيدات الحشرية مواد أو مخاليط من المواد تستعمل لمنع أو إبادة أو طرد أي آفة أو حشرة أو حشائش ضارة.. إلخ. حيث إن المبيدات الحشرية الكيميائية عامة تنظم وتحد من الحشرات والحشائش الضارة، وتحد من الآفات الضارة فإنها كما سبق في الأعداد السابقة من عيادة «الرياض» قد تصبح خطراً يهدد الحياة البشرية والمجتمعات السكانية والمواشي والطيور والحيوانات المائية والبرية؛ لأنها تضر أي كائن حي، وبالرغم من أن منظمة الحماية للبيئة الأميركية منذ العام 1970 أي منذ أربعين سنة، وهي تعمل لتنظيف المناطق الآهلة بالسكان والعمل على صحة البيئة، وهو عمل عالمي للمحافظة على الكرة الأرضية ومهمة مطلوبة للمجتمع العالمي، لذلك فإن العديد من المنظمات العالمية وافقت واتفقت على المحافظة على سلامة الغذاء والسلامة الصحية للمجتمع والحماية للبيئة العالمية، ونتيجة للموافقة العالمية للمحافظة على البيئة فإن معظم دول العالم وافقت على تحريم استخدام المبيدات الحشرية الخطيرة أو الحد منها مثل DDT. والمملكة العربية السعودية التحقت بمؤتمر روتردام، لذلك فإن المملكة حرمت استخدام أكثر من 50 مبيداً حشرياً في أراضي ومزارع المملكة. إن الكميات أو التراكيز العالية من هذه المبيدات الحشرية الكيميائية المحرمة تلوث التربة وتدخل إلى المياه، وخاصة عند نزول الأمطار فإنها تجرف هذه المواد الخطيرة إلى مياه الشرب، وتخزن في أجسام المستهلكين، لذلك فإن جميع حكومات العالم أخذت الأمر بحزم، وشددت على منع المبيدات الحشرية الكيميائية المحرمة، وقد وافقت اللجان الزراعية على التقيد والتمسك باستعمال مبيدات حشرية كيميائية سهلة الاستخدام وذات إنتاجية وافرة للمحصولات الزراعية. إن المبيدات الحشرية الموافق عليها تتبع العديد من الأقسام الكيميائية، وهي إما مواد طبيعية تقتل الآفة مباشرة أو تعيق نشاطها وحركتها، ومن المبيدات الفوسفات العضوية، والكربامات، كلاهما يؤثران على الجهاز العصبي، لذلك فهما خطيران وسامان .

وقد رصدت عينات من المناحل والنحل الميت، والتربة تحوي مبيدات حشرية كيميائية خطيرة مثل الكربانايل وهو يتبع مجموعة الكربامات المبيدة للحشرات، وهو من النوع المثبط لأنزيم الكولينستيراز، وهو يستخدم بكثرة للقضاء على العديد من الحشرات والفراشات والصراصير... إلخ.

وقد وجد أن النحل والتربة القريبة من المناحل كذلك ملوثان بديلتامثرين Deltamethrin وهو بيرثرويد Pyrethroid مصنع يقضي على الآفات ويستعمل عادة في المنازل والحدائق المنزلية والمزارع للقضاء على الآفات والحشرات، وقد وجد بعينات النحل الميت والمناحل والتربة حولها الرصاص بتركيز 620 جزءاً من البليون والزرنيخ بتركيز 200 جزء من البليون، ووجدت أنواع من البكتيريا المسببة للأمراض، وقد طبق نظام الآيزو 17025 أثناء التحاليل المعملية، والذي جعل هذا العمل التحليلي معترفاً به عالمياً باستخدام أجهزة علمية حديثة ذات تقنية عالية. وبتحليل عينات من التمر وجد أن هذا التمر قد تلوث بمبيد حشري كلور بنزيلات chlorbenzilate، وقد حذرت دول أوروبا ودول أخرى عديدة من استخدام هذا المبيد الحشري لخطورته على الإنسان والحيوان والطيور وعلى البيئة عامة. وتأتي خطورة المبيدات الحشرية لتوسع المزارعين باستخدامها، وكذلك التوسع باستخدامها في الحدائق المنزلية وفي المنازل، كذلك ظهور سلالات منوعة لم تكن معروفة سابقاً، ولها القدرة على مقاومة هذه المبيدات الحشرية مما جعل له انعكاسات تأثيرية على النبات والإنسان والحيوان، كذلك تراكم هذه المبيدات الحشرية على الأراضي الزراعية له تأثيرات عكسية خطيرة على البيئة، ولأن بعض المبيدات خطيرة جداً كما أسلفنا سابقاً مثل DDT والذي يمكث في الأراضي الزراعية لعشرات السنين. ونوعية التربة لها دور كبير في امتصاص المبيدات؛ فإن التربة الطينية تمتص المبيدات أكثر من التربة الرملية، مثلاً إن الأسمدة النيتروجينية والتي قد تحوي النترات NO3 والذي يتحول إلى نترايت NO2 داخل النبات بواسطة الأنزيم المختزل والنترايت NO2 أحد مسببات السرطانات العديدة، وبتحليل العديد من مياه الآبار الارتوازية بأجهزة ICP/MS وICP/OES أو LC/ICP/MS وهي أجهزة ذات تقنية عالية الحساسية والمتخصصة بتحليل المعادن السامة والمعادن النادرة and toxic metals Trace elements نجد بعض هذه المياه تحوي نيترايت NO2 والنترات NO3 والغالب أن المياه قد تلوثت بتربة تحوي تركيزات عالية من هذه المادة نترايت المسرطنة، والتي تشترط المنظمات العالمية عدم وجود نيترايت NO2 في مياه الشرب أو أن تكون بتراكيز قليلة جداً، لذلك يجب عدم شرب مياه الآبار أو استعمالها في الزراعة أو الحدائق حتى يتم فحصها والتعرف على مكوناتها حتى تكون صالحة للاستخدام الآدمي والحيواني والزراعي. إن تلوث التربة الزراعية باستخدام مياه ذات تراكيز عالية من المعادن الثقيلة والمعادن النادرة والأيونات والكاتيونات يجعلها أراضي غير صالحة للزراعة وخاصة أن المزروعات المأكولة مثل الخضراوات والفواكه والتمور. وعليه يجب تحليل مكونات التربة من وقت لآخر للتأكد من سلامتها من آثار المبيدات والمعادن الثقيلة السامة ومن بقايا الأيونات والكاتيونات لأن ارتفاع مستواها في التربة والمياه له خطورة عظيمة على الإنسان والحيوان مما يؤدي إلى الفشل الكبدي والكلوي وإحداث سرطانات متعددة، ويقلل من خصوبة الإنسان والحيوان.

إن تلوث التربة والمنتجات الزراعية بالمبيدات الحشرية قد يدركه المستهلك بتغيير طعم هذه المنتجات الزراعية أو تغيير طعم الماء عند تلوثه، خاصة إذا كان تركيز هذه المبيدات عالياً، وقد يدرك التلوث بتغيير رائحة هذه المنتجات الزراعية، وقد تظهر الرائحة الكيميائية المميزة لهذه الخضراوات أو الفواكه مما يسهل تجنب أكلها، ومما يجب ذكره والتنبيه عليه عدم الاعتماد على الطعم أو الرائحة المتغيرة حتى نتخلى ونترك استعمال الخضراوات والفواكه الطازجة أو المجمدة والعصائر المختلفة والمشروبات الغازية لظهور تسمم بالمبيدات الحشرية بأنواع من الخضراوات الطازجة والمجمدة والعصائر المجففة أو المركزة والمياه الغازية وخاصة المستوردة خارجياً، لذلك يجب على الأجهزة الحكومية المختلفة مراقبة الواردات من الخارج، والتشديد على متابعة ما يستورد، ومعاقبة المهملين والمستوردين لكل ما يضر بالصحة، وقد عملت دراسة لبعض الخضراوات المنتجة محلياً، وقد تبين خلوها تماماً من المبيدات الحشرية، وهذه الخضراوات الطازجة جمعت من أسواق مختلفة من عدة مناطق من المملكة المترامية الأطراف. وقد يظهر من وقت لآخر وجود بعض المبيدات وبنسب عالية جداً، لذلك يجب تكرار الفحص عن المبيدات سواء من المزارع الداخلية أو الخضراوات والفواكه التي تصل عن طريق الشحن الجوي، وكذلك فحص البهارات والأعشاب التي تباع عن طريق محلات العطارة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  675