• ×
admin

لا.. تهمل علاج الضغط!

لا.. تهمل علاج الضغط!
حافظ على وزنك وابتعد عن الملح وأكثر من الخضروات والفواكه ومارس الرياضة اليومية

إعداد: د. خـالد عبد الله النمر

بعض المرضى لايهتم بمرض ارتفاع الضغط، ولايلقي له بالاً بل ويحاربه بالإهمال تارة وبالإنكار تارة أخرى.. فمرة يقول ما عندي ضغط، وهذا فقط ضغط نفسي يروح ويجيء، وفي أحيان أخرى يأخذ الدواء حتى يستقر الضغط، ثم يوقفه وتارة يسمع في المجالس بتجربة الثوم والليمون لمدة شهر، ومرات أخرى بالاستمرار على شاهي الكركديه الغجر، وتارة أخرى بخلطات من العسل وحبة البركة.. ويهمل نفسه حتى يبدأ يعاني من قصورعضلة القلب وقصورالكلى، وحيث إن هذا مشاهد كثيراً في أرض الواقع فلابد من التعليق بعدة نقاط.. أولها أن الحكمة الطبية الدارجة عند جميع الأطباء في العالم وبكل لسان ولغة هي أن الوقاية من المرض أسهل بكثير من معالجته، ومعالجة المرض نفسه أسهل بكثير من معالجة مضاعفاته.. فلو أن مريض الضغط راقب ضغطه وحافظ على وزنه وابتعد عن الملح وأكثر من الخضروات والفواكه والرياضة اليومية لاستطاع تفادي مرض الضغط أو على الأقل تأخير ظهوره لما بعد الستين لا أن يحدث في أول شبابه، ولو أنه انتظم على علاج واحد للضغط ومراجعة الطبيب بانتظام لاستطاع تفادي مضاعفات المرض من قصور الكلى وضعف القلب. ولذلك ننصح بالحمية وهي بتقليل كمية الملح اليومي إلي أقل من 2 جم يومياً وكذلك الدهون والنشويات وزيادة استهلاك البوتاسيوم (في من ليس لديهم قصور كلوي) وتخفيض الوزن إلى الوزن المناسب لطول الشخص، وإيقاف التدخين نهائياً وعدم شرب الكحول والانتظام على التمارين اليومية بواقع ثلاثين دقيقة يومياً خمسة أيام في الأسبوع لما مجموعه 150 دقيقة أسبوعياً.. ثانيها: أن بعض المرضى يقع بين خيارين أحلاهما مر.. فهو لا يريد الاستمرار على دواء الضغط والانضباط عليه باقي عمره وفي نفس الوقت لا يريد إهمال الضغط ومعاناة عواقبه الوخيمة!!.. فيقرر حلاً وسطاً، وهو أن يأخذ حبوب الضغط عند ارتفاعه فقط ويتركها عند رجوعه إلى مستواه الطبيعي.. والحقيقة التي لا يريد أن يعرفها المريض أنه بهذا الأسلوب يخادع نفسه لأن الضغط بطبيعته متذبذب فقياس المريض للضغط في تلك اللحظة لا يعني أنه سيظل باقي اليوم أو باقي الشهر أو السنة كذلك ولابد من بقاء الدواء في الدم فوق تركيز معين دوماً ليتم الاستفادة منه في التحكم الدائم بالضغط.. واتباع الأسلوب المتقطع في أخذ الدواء يضر المريض حتى وإن كان حذراً في مراقبة الضغط فقديماً قالت العرب: (من مأمنه يؤتى الحذر).. ثالثها أن الإحساس بأعراض الضغط غير دقيق ولايرتبط ارتباطاً وثيقاً بدرجة ارتفاع الضغط بمعنى من الممكن أن تجد شخصاً يعاني من صداع شديد وضغطه 160 على 95 وتجد شخصاً آخر لا يشعر بشيء نهائياً وضغطه 170 على 98 ولذلك سمي بالقاتل الصامت، وذلك لأنه ليس له أعراض واضحة تحدث عند جميع البشر بنفس الدرجة، ويمكن الاعتماد عليها في تشخيص المرض ومتابعته أي بمعنى أن الأعراض غالباً لا تأتي إلا بمضاعفات متأخرة على الدماغ والكلى والقلب فتظهر على السطح شكوى المريض من كثرة الصداع والخفقان وضيق التنفس عند بذل أي مجهود مثل المريضة أعلاه!!. وكذلك آلام الرقبة والجلطات القلبية والدماغية سواء العابرة أو المستقرة وأخيرًا فشل القلب وقصور الكلى، ولو كان ارتفاع الضغط يصيب المريض بجلطة قلبية مباشرة لما تردد أي مريض في أخذ الدواء من أول وهلة!! ومن المهم معرفة أن الضغط يسمى القاتل الصامت، ولا يبدأ بالأعراض إلا عندما تبدأ المضاعفات على أعضاء الجسم الأخرى. وليس هناك غنى للمريض عن مراقبة ضغطه في منزله، وهناك بعض المرضى من يعتقد أن أجهزة قياس الضغط الإلكترونيه الموجودة في الأسواق غير مفيدة، والعكس صحيح فهذه الأجهزه تسهل على المريض مراقبة ضغطه، وإذا كان يعمل لها صيانة دورية فإن قراءاتها متقاربة جداً بين الجهاز الإلكتروني وجهاز الزئبق وفي حدود 5 - 10 ملم من الزئبق. وزبدة الكلام أن العاقل من اتعظ بغيره، وعمل لتفادي وقوع الضغط ابتداءً كوقاية ثم إذا حصل المرض بادره بالعلاج والانتظام على المتابعة مع الطبيب قبل أن يسوقه المرض رغماً عنه إلى الطبيب لمعالجة المضاعفات التي حصلت بما قدمت يداه.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  822