• ×
admin

ملامحنا بعد 100 ألف عام

ملامحنا بعد 100 ألف عام

فهد عامر الأحمدي

في عام 2013 فاجأنا خبير الأحياء آلان كوان بنشر صور لملامح الإنسان بعد مئة ألف عام.

وكوان أستاذ في علم الإنسان (من جامعة واشنطن) حاول الربط بين آليات التطور والمؤثرات التي يتعرض لها الإنسان في عصرنا الحالي.. وقد استعمل خبراته في التطور البيولوجي لتخمين التغيرات التي ستطرأ على ملامحنا الأساسية كالعين والأنف وحجم الدماغ حتى 100 ألف عام من الآن..

وفي حال شاهدت الصور مثلي في محرك جوجل (من خلال البحث عن:What will humans look like in 100,000 years) سترى رجلاً وامرأة يملكان عينين كبيرتين ورأساً ضخماً وبؤبؤاً واسعاً مقارنة ببقية الوجة - وهو ما يجعلنا في المستقبل أقرب لشخصيات الكرتون اليابانية.. ويدعي آلان أن هذه هي التغيرات المتوقعة نتيجة تعاملنا المفرط مع الأجهزة الإلكترونية وحاجتنا للرؤية الليلة وتلقينا كماً هائلاً من المعلومات اليومية - رغم عدم تأكدي شخصياً من بقاء كل هذا حتى ذلك الوقت!!

أما على مدى أقرب من ذلك (وفيما يخص ملامح كل إنسان على حدة) فأذكر أنني شاهدت في اليابان شاشة تلفزيونية تعرض ملامح الزبون في سن الشيخوخة.. كانت ببساطة تبالغ في إظهار خطوط التجاعيد (على الجبهة وحول الأنف) وأماكن الترهل (على الرقبة والخدين) وبعض الصلع والبياض (على الرأس والصدغين).. وحسب علمي هناك برامج كمبيوتر مشابهه تتيح للناس رؤية ملامحهم في المستقبل - رغم أنها وضعت أصلاً لمساعدة أطباء التجميل ورجال الشرطة ومعرفة ملامح الأطفال المختطفين منذ فترة طويلة!

أما الأكثر غرابة (من تغير ملامح البشر في المستقبل) فهو توحدهم وتشابههم في كامل الملامح وشكل الوجة وبنية الجسم.. فهناك من يفترض أن ملامح البشر في طريقها للتشابه والتماثل لدرجة قد نصل بعد قرون إلى وجة عالمي مشترك. ويستشهدون على هذا بوجود شبه خفي بين الشعوب المختلفة (بحيث تعرف من أول نظرة أن الأول من الهند والثاني من مصر والثالث من إيران).

وفي الحقيقة؛ قد لا يتطلب الأمر دليلاً من المستقبل كون مجرد تشابه الشعوب ووجود البشر في مجموعات عرقية موحدة (زنجي/ قوقازي/ أصفر) يقدم دليلاً على تحولنا خلال المئة ألف عام الماضية نحو ملامح موحدة وأشكال مقولبة.. وبتقدم وسائل المواصلات وتحول العالم لقرية صغيرة ستختلط أمم الأرض بنسبة أكبر وتنتهي مستقبلاً إلى ملامح عالمية مشتركة.

ورغم غرابة هذا التوقع إلا أن له سوابق تاريخية كثيرة حيث كانت النساء في إيطاليا واليونان مثلاً يتمتعن بشعر أشقر وعيون زرقاء (كما تؤكد الرسوم الإغريقية والجداريات الرومانية الملونة).. غير أن امتداد حضارة هذين البلدين إلى جنوب أوروبا (بقرب الشعوب السمراء) طغى على المورثات الشقراء فتحول مواطنوها بالتدريج إلى اللون الأسمر والشعر الغامق!!

أما هذه الأيام فتوحدت أوروبا ضمن دولة قارية كبيرة مما يشي بظهور وجه أوروبي موحد نتيجة الامتزاج المتوقع لهذه الشعوب.. واحتمال كهذا شجع إحدى المؤسسات الهولندية على تلقيم الكمبيوتر بصور نموذجية لأشخاص من جميع الدول الأوروبية للخروج بوجه أوروبي "نموذجي".. وفي النهاية خرج الوجه الذي تنبأ به الكمبيوتر بأنف معتدل وفكين عريضين وعيون متوسطة وشعر مموج يميل للاصفرار - وإن كانت لك ميول كروية أذكرك باللاعب الإنجليزي جاري لينكر هداف كأس العالم 1986 كونه الأقرب لهذا الوجة الافتراضي.. وشاهده أيضاً في صور جوجل: Gary Lineker).

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  997