• ×
admin

تكنولوجيا المعلومات

تكنولوجيا المعلومات

جبريل العريشي

يواجه العاملون في مجال تكنولوجيا المعلومات تحديات مستمرة تفرضها طبيعة هذا المجال، الذي يتطور بصورة متسارعة ويفرز تقنيات ومنهجيات تجد طريقها إلى المؤسسات والشركات التي تعتمد في بناء قدراتها التنافسية على كل جديد في هذا المجال.
والموظف الذي يعمل في تلك البيئة المتطورة، قد يجد أنه يتم استبعاده من العمل في العديد من المشروعات والمهام، وذلك بسبب اعتماد هذه المشاريع والمهام على تقنيات جديدة لا يلم بها، وعندما يتكرر ذلك يشعر هذا الموظف أنه يعمل أعمالا غير مهمة، فيفقد الهمة، ويجد نفسه في نهاية المطاف -وهو المتخصص في الحاسبات والمعلومات- يعمل في أقسام خدمة العملاء، أو يعمل في مشروعات قديمة تستخدم ما تقادم من التقنيات والأدوات، ويسقط فريسة لمن يتربصون به ممن يحرصون على التعلم الدائم والمعرفة المستمرة بكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، وتصبح قيمته قاصرة على ما اكتسبه من خبرات في تلك الشركة، وهي الخبرات التي لا تساعده في أغلب الأحيان على إيجاد فرص عمل بديلة، وسرعان ما يأتي عليه يوم تنتهي فيه صلاحيته، ويكون ذا فائدة قليلة للشركة مقارنة بالموظف الجديد، الذي يملك أفكارا جديدة، ومعرفة بالتكنولوجيا الحديثة، فتقوم الشركة بالاستغناء عنه واستبداله بهذا الموظف الجديد، وحينئذ يصيح ويشكو للدنيا عن عمره الذي ضيعه في الشركة، ويصبح من فئة العاطلين عن العمل والباحثين دون جدوى عن الوظيفة الملائمة.
والتحدي الذي ينبغي أن يواجهه الموظف العامل في مجال تكنولوجيا المعلومات هو الحرص على عدم الوقوع فريسة لهذا الطريق البائس، وذلك من خلال تجديد معارفه، بحضور الندوات التقنية والمؤتمرات والورش التدريبية، وتحديث الشهادات التقنية التي سبق الحصول عليها، وتعزيز المؤهلات الأكاديمية التي يملكها. وينبغي أن يصاحب كل ذلك تعريف رؤسائه في العمل بمدى تطور معارفه وقدراته التقنية، وتطلعه لاستخدام تلك المعارف والقدرات في مشروعات الشركة وأعمالها، بحيث يصبح من فئة المبدعين الذين يزداد اعتماد الشركة عليهم، وليس من فئة الخاملين الذين تسعى الشركة للاستغناء عنهم.
وهناك واجب على الشركات في هذا المجال، حيث ينبغي عليها أن تتيح الفرصة أمام موظفيها للتطور الذاتي بالتدريب والتعلم، ولا تنظر إليهم كأدوات يتم استبدال القديم منها بالجديد، فإنها وإن كنت تكتسب المعرفة بالتكنولوجيا الجديدة من وراء هذا الاستبدال، فإنها في نفس الوقت تخسر الخبرات المتراكمة التي تكونت لدى موظفيها القدامى، والتي إن تم دمجها مع التكنولوجيا الحديثة فإنها تعطي نتائج مبهرة.
إن من يحرص على تطوير نفسه هو كالذي يحرص على تطهير مجرى النهر لكي يظل الماء جاريا فيه، فإذا توقف التطهير ، انسد المسار، وتحول الماء إلى مجرى آخر يسري فيه بسهولة ويسر.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  17184