• ×
admin

النية مطية يا أبا صفية!

النية مطية يا أبا صفية!


محمد أحمد الحساني

إذا اجتمع قوم للمشاركة في مشروع أو عمل منتج وأرادت المجموعة ترشيح رئيس لها ليكون قيما ومؤتمنا على مصالحها وحقوقها في المشروع فإن الذين يخافون الله ويخشونه تجدهم يحاولون قدر جهدهم عدم تحمل تلك المسؤولية، خوفا من عدم قدرتهم على رعايتها وأدائها بالطريقة التي تريح ضمائرهم المفعمة بحب الخير والفضيلة، فكلما عرضوا تولي الأمر على أحد الأخيار سألهم بالله أن يبحثوا له عن غيره، فإذا حوصر أفضلهم خبرة وأكثرهم تأهيلا وأحسنهم سمعة وأنظفهم يدا من قبل بقية المجموعة وقالوا له: لا مناص عن تحمل المسؤولية لأنك أفضل من يقوم بها فإنه عندئذ يقبل على مضض ثم يقول لمن اختاروه ووضعوا في يده الأمانة، أعينوني بقوة واختاروا لي من مجموعتكم من تثقون في دينه وأمانته وخلقه وعلمه وخبرته حتى يساعدني في تحمل ثقل هذه المسؤولية، فإذا تم له ذلك واجتهد هو ومساعدوه في إدارة حقوق المجموعة فإن التوفيق غالبا ما يحالفهم ويوافقهم لأن نواياهم مخلصة وتوجههم سليم وإجراءاتهم وخطواتهم عادلة ونظيفة وحتى لو اجتهدوا فأخطأوا فإن لهم على الخطأ أجرا واحدا أما في حالة الإصابة فلهم أجران!
أما إن رأيت المجموعة نفسها وقد اجتمعت وتصارع أصحاب النفوذ فيها على تولي الأمر وعمل كل واحد جهده على أن يقرب من المجموعة من يوافقه في الرأي والهوى والطباع فإن إدارتهم للأمر قد لا يحالفها النجاح لأن نواياهم من الأساس لم تكن سليمة وربما تؤدي سيطرتهم على حقوق المجموعة إلى مزيد من الفشل والإخفاق، وفي هذه الحالة فإنهم يتحملون نتائج ذلك الفشل والإخفاق لأنهم سعوا سعيا ليكون لهم الأمر والتدبير ولم يتعففوا عن تحمل مسؤوليته الجسيمة، وكان همهم فقط الأضواء والمكاسب وأن يقال عنهم ما يحبون سماعه من مديح وإطراء، ولأن النية مطية يا أبا صفية فإن نواياهم قد تقودهم وتقود المجموعة في نهاية الأمر إلى الخسران المبين، لاسيما في حالة عدم وجود من يردعهم ويوقفهم عند حدهم ويخلص المجموعة من شرورهم وأنانيتهم، وما ذكر ينطبق على أي عمل جماعي صغير أو كبير ولله في خلقه شؤون!!

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  2018