• ×
admin

جمعية المتقاعدين

جمعية المتقاعدين


د. سعد عطية الغامدي

التقاعد مرحلة من مراحل الحياة، لكنه لدى البعض مرحلة الاستمتاع بالحياة أو تغيير نشاط حياة ألفها الإنسان إلى نشاط آخر يجدد به حياته، إما في عمل جديد، أو في استمتاع بقراءة وكتابة ورحلات وبناء علاقات اجتماعية، أو تعويض نقص وإصلاح علاقة ببارئه عز وجل.
آخرون ـ وخاصة في الغرب ـ يقيمون حياة التقاعد على أساس أعمال تطوعية يقدمون من خلالها تجاربهم وخبراتهم وخاصة للطلاب في مرحلة المراهقة لأنهم في حاجة إلى نماذج من الحياة قد يجدون في بعضها ما يعينهم على تجاوز هذه المرحلة من العمر بما فيها من معاناة وتقلبات.
لكن البعض الآخر يرى في التقاعد نهاية الحياة فيستسلم للشعور بأنه أصبح غير مرغوب فيه لأنه لم يعد قادرا على العمل والبذل والعطاء، وقد يقع فريسة أمام هذا الشعور للأمراض البدنية والذهنية فيزداد الشعور لديه بأنه حقاً أصبح خارج دائرة الحياة، مما قد يؤثر حتى على علاقاته الاجتماعية والأسرية.
هؤلاء يحتاجون إلى تهيئة قبل التقاعد وتبصير بأن العمر ليس له نهاية إلا حين تأتي لحظة الوفاة، «فإن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها»، أما قبل ذلك فإن الإنسان في الحياة وأن عليه أن يكيف نفسه تبعا للظرف الذي يمر به حتى لا يقع ضحية مشاعر وأوهام.
جمعية المتقاعدين قادرة على أن تجعل من التقاعد مرحلة عمرية مليئة بالحركة والإنتاج والإبداع والمساهمات الاجتماعية والخيرية والأدبية، ولكنها في حاجة إلى الاستفادة من التجارب الناجحة في كثير من الدول التي سبقت في القيام بمثل هذا النشاط، والتي يجد المتقاعدون فيها أن هناك حياة حافلة بالنشاط والحيوية حتى وإن تركوا مكاتبهم ومقاعدهم وخرجوا إلى عالم جديد لم يكونوا من قبل يتصورون أنه بهذه الرحابة.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1338