• ×
admin

خوف الأطفال من العيادة والطبيب

الأطفال والخوف من العيادة والطبيب


د. منى فهمي حامد

غالبا عندما يحين موعد زيارة الطبيب عند الأطفال يرتعدون خوفا ويأبون الذهاب إليه إذا كان لهم علم بذلك، وفي العيادة يجهشون بالبكاء ويرفضون الاستسلام للفحص مهما كان نوعه باطنيا أو جراحيا أو في عيادة الأسنان . فهل لنا أن نبحث عن الأسباب التي جعلت من عيادة الطبيب مكانا يرهب الأطفال ، ومن الطبيب (الشخص الذي يعمل دائما وأبدا على إزالة آلام البشر) وحشا بنظر الطفل وأجمل مخلوقات الأرض، ألا وهم الأطفال.
من هذه الأسباب ، الجهل عند والدي الطفل والمحيطين به. فمثلا إذا لم ينفذ الطفل ما أمر به يرهبوه بالطبيب أو بإعطائه (حقنة) التي تعطى في اغلب الأحيان في العيادة.
هذه الأمور وهذا الترهيب يسجلها عقل الطفل ويحتفظ بها منذ سنينه الأولى وحتى آخر مراحل الطفولة وحتى عند بعض البالغين (ليؤثر سلبا على شخصيته) ويجعل من كلمة طبيب وعيادة كابوسا لا يتمناه.
وهناك سبب مهم جدا، وهي طريقة بعض الأطباء (وللأسف) في فحص الطفل فلا يستقبل الطفل بأسلوب مرضي أو بابتسامة ترضيه وتنزع حاجز الخوف منه، أو طريقته في الفحص تسبب رهبة وألما للطفل، كل هذه الأمور مجتمعة صنعت طفلا خائفا، مضطربا، حذرا.
فما هي الطرق التي تصنع لنا سلوكيات طبيعية عند الأطفال؟
من أهمها الحلم والصدق عند والدي الطفل، وشرح كل ما قد يتعرض له الطفل في العيادة، وإعطاء صورة للأطفال عن العيادة والطبيب بانه المكان الذي سيبعد عنه الألم وشبح المرض بإذن الله تعالى، مما يؤدي إلى سعادته وحصوله على أجمل ابتسامة.
وأيضا تقع على الأم والأب والمحيطين بالطفل مسؤولية تأهيله نفسيا قبل دخوله العيادة، فيجب أن يكون الشرح وافيا، وأن يعرض على الطفل بشكل يثير إعجاب الطفل ويبدد خوفه ويزرع الطمأنينة في نفسه، ويتوق لخضوعه للفحص الطبي، ويشوقه للحصول على الجوائز والمكافآت منهم في حالة تعاونه وخضوعه لأوامر الطبيب.
وهمسة أخيرة في أذن الوالدين ، فيجب عليهم الذهاب للطبيب المتخصص في التعامل مع الأطفال. والهمسة الأخرى في أذن زملائنا الأطباء ، فيجب أن يتحلى جميع الأطباء بالحلم واللطف لتسهيل عملية العلاج ويجب أن يعامل الطفل منذ دخوله العيادة كضيف عزيز.
* إذا اجتمعت كل هذه الأمور، فلن نرى طفلا ترهبه العيادة وزيارة الطبيب مهما كان نوعها.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  1519