• ×
admin

هل نسبة الحمل بالتلقيح المجهري أعلى من نسبته بالطرق الطبيعية؟

هل نسبة الحمل بالتلقيح المجهري أعلى من نسبته بالطرق الطبيعية؟


د. سعد الدين قناوي

الهدف من التلقيح المجهري هو التغلب على العقبات التي تعترض الحمل الطبيعي و لذلك تقوم مراكز المساعدة على الانجاب باستخدام هذه التقنية و ذلك باختيار حيوان منوي و تستخدمه لتلقيح البويضة و توضع هذه البويضة في حضانات خاصة لمدة محددة ثم يتم إرجاع هذه البويضة إلى الرحم. هذه ببساطة تقنية التلقيح المجهري الحديثة. و الأحدث الآن في أنه يمكن عمل ترجيح لجنس الجنين و يمكن التخلص من الكثير من الأمراض الوراثية التي يحملها كل من الأب و الأم و ولادة طفل لا يحمل الجينات المرضية لهذا المرض.
و هناك بعض الأسئلة المتعلقة بالتلقيح المجهري تطرح نفسها على ذهن كل زوج و زوجة عن كيفية و ما هية التلقيح المجهري، و هل نسبة الحمل بالتلقيح المجهري أعلى من نسبة الحمل بالطرق الطبيعية؟ هل يوجد اختلاف بين الحمل الطبيعي و الحمل من خلال التلقيح المجهري؟ هل يمكن اختيار أو تحديد جنس المولود؟ هل نسبة حدوث تشوهات تزيد مع أطفال الأنابيب؟ هل نسبة الحمل في توائم تزيد مع أطفال الأنابيب؟ هل تختلف طرق متابعة الحمل بأطفال الأنابيب؟ هل الولادة لابد أن تكون قيصرية؟ هل يمكن ولادة طفل خال من الأمراض الوراثية التي يحملها كل من الزوج و الزوجة؟ و هذه أمثلة فقط على بعض الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن كل امرأة تبحث عن الإنجاب و تتخذ من التلقيح المجهري وسيلة لتصبح أما.

التلقيح المجهري
و يجيب د. سعد الدين قناوي ( أمراض النساء والتوليد - مراكزد. سمير عباس الطبية ) على هذه الأسئلة و يقول بالطبع نسبة الحمل بالتلقيح المجهري أعلى من نسبة حدوث الحمل بالطرق الطبيعية في حالات تأخر الحمل حيث ان التلقيح المجهري يتغلب على قلة الحيوانات المنوية و ضعفها و تستخدم هذه التقنية أيضا للتغلب على التصاقات الحوض و إنسداد الأنابيب و ضعف القدرة على التبويض بمعنى آخر تستخدم هذه التقنية للتغلب على عدم قدرة كل من الرجل و المرأة على الإنجاب بالطرق الطبيعية.

متابعة الحمل
أما بالنسبة لمتابعة الحمل بالطرق الطبيعية لا يختلف كثيرا عن متابعة الحمل بالتلقيح المجهري و لكن الاختلاف يكون في أهمية هذا الحمل بالنسبة للزوجين حيث ان التلقيح المجهري عادة ما يستخدم بعد فترة عقم طويلة نسبيا و من هنا تكمن أهمية الحمل و أهمية الجنين و تتم متابعة الحمل بنفس الوسائل المساعدة من حيث المتابعة بالموجات فوق الصوتية لمعرفة وضع الجنين و استقرار الحمل و خلافه.
و يضيف د. سعد الدين قناوي أنه من الجدير بالذكر أنه عند حدوث الحمل بالشكل الطبيعي يتم تلقيح البويضة بالحيوان المنوي ذاتيا و بذلك لا يكون هناك تدخل في نوع الجنين و لا يتم ترجيح جنس على حساب الآخر و لكن الحمل عن طريق التلقيح المجهري في بعض المراكز الرائدة يمكن من معرفة جنس الجنين و ذلك بعد تلقيح أكثر من بويضة و حفظ البويضات الملقحة داخل الحضانات الخاصة و بعد حدوث الانقسام يتم سحب خلية واحدة من كل جنين لمعرفة جنسه، كما أن التقنية ذاتها يتم استخدامها لمعرفة هل الجنين يحمل جينات بعض الأمراض الوراثية مثال أنيميا الخلايا المنجلية أو الثلاسيميا و يتم إرجاع الجنين الذي لا يحتوي على جينات وراثية و بذلك يتم تنقية النسل الجديد من الأمراض الوراثية الموجودة بالعائلة أو من كثير من التشوهات الجنينية.

ولادة عدة توائم
و في السابق كان الحمل بالتلقيح المجهري ينتج عنه ولادة عدة توائم (أكثر من ثلاثة توائم) و ذلك بسبب محاولة الأطباء التغلب على حالات الاجهاض التي تحدث بعد إرجاع البويضات أو الأجنة نتيجة لأسباب غير معلومة منها على سبيل المثال التشوهات الموجودة بالحيوان المنوي بحيث يتم إرجاع 4 أجنة أو أكثر داخل الرحم و في حالة حدوث إجهاض لجنين أو أكثر تبقى البقية و يكتمل الحمل و لذلك ارتفعت في بعض الأحيان نسبة الحمل بأربعة توائم و ثلاثة و لكن الآن مع التقنيات الحديثة و وجود التليسكوب المجهري الحديث و الذي يكبر الحيوان المنوي آلاف المرات و يمكن أطباءنا من اكتشاف العيوب الموجودة في الحيوانات المنوية و التي لم تكن تظهر باستخدام طرق التكبير المستخدمة في معامل أطفال الأنابيب الأخرى أو أجهزة الفحص السابقة حيث يتم إختيار أفضل الحيوانات المنوية و بالتبعية تحسنت جودة الأجنة التي يتم إرجاعها للرحم بأقصى قدر ممكن بالنسبة للزوجين.

بوادر أمل لعلاج العقم
و منذ بداية الثمانينات و مع بدايات التلقيح المجهري و مع ولادة أول طفلة باستخدام تقنية التلقيح المجهري ظهرت بوادر أمل للأزواج غير القادرين على الإنجاب بالطرق العادية و في السنوات الأخيرة تقدم العلم و ظهرت بوادر أمل أخرى للرجال خاصة الذين يعانون من قلة عدد الحيوانات المنوية أو عدم وجود حيوانات منوية و لكن التعامل مع غير المتخصين يعتبر واحدا من أهم مخاطر التلقيح المجهري حيث إن عدم الإلمام التام بكيفية تحفيز المبايض على إنتاج البويضات قد يؤدي إلى زيادة تحفيز للمبيض عن الطبيعي و اختلال في نسب بعض العناصر بالجسم و وجود ماء على الرئة و أحيانا قد تؤدي إلى الوفاة و قد تحدث زيادة في تحفيز المبايض في السيدات بنسبة من 3 إلى 4 بالمائة.

إجهاض الحمل
و ينبه د. سعد الدين قناوي أنه من المخاطر الأخرى حدوث الإجهاض بعد الحمل بالتلقيح المجهري و الذي تصل نسبته من 10 إلى 16 بالمائة و هذه النسبة العالية نتيجة لعوامل منها وجود خلل في الكروموسومات و عمر الأم أثناء الحمل بالتلقيح المجهري و تعدد الأجنة كل هذا يلعب دورا هاما في حدوث الإجهاض. كما أن الحمل خارج الرحم قد تصل نسبته من 2-4 بالمائة و هي نسبة تزيد قليلا عن نسبة حدوثه مع الحمل التلقائي و من أسبابه وجود التصاقات بالجدار الداخلي للرحم نتيجة لوجود التهابات بالرحم أو نتيجة لجراحات سابقة. كما أن تعدد الأجنة تعتبر من أهم مشاكل التلقيح المجهري حيث ان نسبة 15-25بالمائة تحدث فيها حمل متعدد الأجنة و من أهم مشاكل تعدد الأجنة حدوث مضاعفات لهذا الحمل مثل تسمم الحمل و نزيف ما بعد الولادة و الولادات المبكرة و لتقليل نسبة حدوث هذه المشكلة من الأفضل تقليل عدد الأجنة المرجعة إلى الرحم بعد التلقيح و لذلك صدرت بعض التوجيهات العالمية في بعض البلدان كفرنسا و إنجلترا و أستراليا بتقليص عدد الأجنة المرجعة إلى الرحم بعد التلقيح و ذلك لتجنب المضاعفات قدر المستطاع.

اضطرابات جينية
ومن المضاعفات المحتملة أيضا في التلقيح المجهري وجود اضطرابات جينية في الأجنة أو الأطفال بعد الولادة و على الرغم من أن كثير ا من الدراسات أثبتت أن نسبة حدوث الأمراض الوراثية المحتملة مع التلقيح المجهري لم تتعد النسب الموجودة مع الحمل بالطرق المعتادة إلا أن البعض مازال يعتقد أن السبب في ذلك هو التلقيح المجهري و لكن السبب الرئيسي لذلك هو في الغالب وجود اضطرابات أو اختلال بالكروموسومات في الرجل و بالتالي وجود عيوب في الحيوانات المنوية المستخدمة في التلقيح و بذلك يولد طفل يحمل هذه الاضطرابات الكروموسومية والعيوب الجينية الموروثة عن الأب.
ولذلك ظهرت الحاجة لاستخدام التقنيات الحديثة لدراسة الكروموسومات من خلايا الجنين قبل إرجاعه إلى رحم الأم و التيقن من أن الجنين خال من بعض الأمراض الوراثية أو العيوب الخلقية المحتملة.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  1  5298